الأيقونة من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة

زمن الدنح المبارك

الأحد الأوّل بعد عيد الدنح
(13 كانون الثاني 2019)

::: مـدخــل :::

• في الأحد الأوّل بعد الدنح، نتعمّق معًا في الصفات التي يجدر بكلّ مسيحيّ أن يتمتّع بها.
• في قراءة الرّسالة، نتأمّل في محبّة مار بولس لجماعة قورنتوس والّتي تتجلّى في سعيه الدؤوب لتدعيم دعائم روحانيّتها وإيمانها.
• نتأمّل، من خلال الإنجيل اليوم، في بُعدَي رسالة يوحنّا المعمدان على الأرض واللذين يُختصران بكلمة واحدة وهي الشهادة!
• في هذا الأحد، نغرف من القراءات الدعوة إلى السير إلى العمق في معرفة المسيح يسوع التي تؤهلنا للشهادة له في كلّ ميادين الحياة. 

::: صـلاة :::

يا حمل الله، يا سيّدنا يسوع المسيح، نرفع إليك روحنا وقلبنا وجسدنا لنشكرك على الخلاص الّذي تحقّق من أجلنا ومن أجل إخوتنا البشر. نسألك اليوم أن تهبنا قوّة روحك القدّوس لنشهد لحضورك في حياتنا وننادي، على مثال يوحنا المعمدان، وبكلّ كياننا، "هذا هو حمل الله، هذا هو إبن الله، هذا هو المخلّص الوحيد"، من الآن وإلى الأبد. آمين.  

::: الرسالة :::

1 أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ الـمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا الـمُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والـجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا.
2 وأَرْجُو أَلاَّ أُجْبَرَ عِنْدَ حُضُورِي أَنْ أَكُونَ جَريئًا، بِالثِّقَةِ الَّتي لي بِكُم، والَّتي أَنْوِي أَنْ أَجْرُؤَ بِهَا عَلى الَّذينَ يَحْسَبُونَ أَنَّنا نَسْلُكُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين.
3 أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الـجَسَد، ولـكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛
4 لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة، بَلْ هيَ قَادِرَةٌ بِاللهِ عَلى هَدْمِ الـحُصُونِ الـمَنِيعَة؛ فإِنَّنا نَهْدِمُ الأَفْكَارَ الـخَاطِئَة،
5 وكُلَّ شُمُوخٍ يَرْتَفِعُ ضِدَّ مَعْرِفَةِ الله، ونَأْسُرُ كُلَّ فِكْرٍ لِطَاعَةِ الـمَسِيح.
6 ونَحْنُ مُسْتَعِدُّونَ أَنْ نُعَاقِبَ كُلَّ عُصْيَان، مَتى كَمُلَتْ طَاعَتُكُم.
7 إِنَّكُم تَحْكُمُونَ عَلى الـمَظَاهِر! إِنْ كَانَ أَحَدٌ وَاثِقًا بِنَفْسِهِ أَنَّهُ لِلمَسيح، فَلْيُفَكِّرْ في نَفْسِهِ أَنَّهُ كَمَا هوَ لِلمَسيحِ كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا.
8 فَأَنا لا أَخْجَلُ إِنْ بَالَغْتُ بَعْضَ الـمُبَالَغَةِ في الإِفْتِخَارِ بِالسُّلْطَانِ الَّذي وَهَبَهُ الرَّبُّ لَنا لِبُنْيَانِكُم لا لِهَدْمِكُم.
9 ولا أُرِيدُ أَنْ أَظْهَرَ كأَنِّي أُخَوِّفُكُم بِرَسَائِلي؛
10 لأَنَّ بَعْضًا مِنْكُم يَقُولُون: "رَسَائِلُهُ شَدِيدَةُ اللَّهْجَةِ وقَوِيَّة، أَمَّا حُضُورُهُ الشَّخْصِيُّ فَهَزِيل، وكَلامُهُ سَخِيف!".
11 فَلْيَعْلَم مِثْلُ هـذَا القَائِلِ أَنَّنا كَما نَحْنُ بِالكَلامِ في الرَّسَائِل، عِنْدَما نَكُونُ غَائِبين، كَذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا بِالفِعْل، عِنْدما نَكُونُ حَاضِرين.

(الرّسالة الثانية إلى أهل قورنتوس - الفصل 10 – الآيات 1 إلى 11) 

::: تأمّـل من وحي الرسالة :::

(سبق نشره في 2013)

في رسالة اليوم، نصغي إلى مار بولس وهو يتوجّه إلى كنيسة قورنتوس بلهجةٍ تبدو قاسية بعض الشيء لمن يقرأ هذا المقطع دون أن يكون على دراية بطبيعة العلاقة التي ربطت الرّسول بولس بالجماعة المسيحيّة الناشئة في هذه المدينة.
من يقرأ الرّسالتين، الأولى والثانية إلى أهل قورنتوس، يكتشف من جهة كم أنّ هذه الجماعة الناشئة عانت من مشاكل ناتجة عن عدم تأقلمها مع متطلّبات الديانة المسيحيّة وخاصّةً روحانيّتها البعيدة عن المقاربات الماديّة للديانات الوثنيّة ولكنّه يكتشف أيضًا، من جهة اخرى، مدى محبّة الرسول لأهل هذه المدينة ومدى إهتمامه بتنشئتهم وبلوغهم إلى حيث يجب أن يكونوا، في طريق يسوع المسيح.
كلا البعدين يظهران في رسالة اليوم:

• محبّة الرسول لأهل قورنتوس:
في مطلع رسالة اليوم، يؤكّد مار بولس: "أَنَا بُولُسُ نَفْسي أُنَاشِدُكُم بِوَدَاعَةِ الـمَسِيحِ وَحِلْمِهِ، أَنَا الـمُتَواضِعُ بَيْنَكُم عِنْدَمَا أَكُونُ حَاضِرًا، والـجَريءُ عَلَيْكُم عِنْدَما أَكُونُ غَائِبًا".
يرد فيما سبق أبعادٌ أربعة من أبعاد المحبّة التي تستقي هويّتها من نبع المحبّة أي الربّ يسوع ولذا فهي تكون مُحبّة وديعة متواضعة وصبورة ولكنّها جريئة في الوقت عينه.
ليس غريبًا على مار بولس القائل: "فلَسْتُ بَعْدُ أَنَا الـحَيّ، بَلِ الـمَسِيحُ هُوَ الْحَيُّ فِيَّ" (غل 2/20) أن يتشبّه في حياته وسلوكه وقراراته بمن إهتدى إلى محبّته وكرّس حياته له.
وهو قد تميّز أثناء وجوده بينهم بالوداعة في أثناء إيجاد الحلول وبالحلم في مسامحة المذنبين وفي مساعدتهم على سلوك درب التوبة. وهو لم يفعل ذلك بدافع الخوف منهم بل خوفًا عليهم من خسارة كنز الإيمان إذا ما عادوا إلى جهالات الماضي.
أمّا جرأته في أثناء غيابه فيمكن تفسيرها بالعبارة اللبنانيّة العاميّة: "من حرقة قلبه"... فهو حين كان يسمع عن مخالفاتهم وإبتعادهم عن الطريق القويم كان يغلبه الحزن على حالهم ويتوجّه إليهم بكلامٍ قاسٍ كما يظهر في رسالتيه إليهم وهو وكأنّه ينطبق عليه المثل القائل: "العتاب على قدر المحبّة"، ولكنه عتاب ممزوجٌ بإقتراحات لإصلاح النّفوس والأحوال!
مِن هنا يُطرح السؤال الأوّل لهذا الأحد: أين نحن من محبّة مار بولس وحرصه وإندفاعه؟

• مشكلة التفكير "الجسديّ" لدى أهل قورنتوس:
كتب مار بولس لأهالي قورنتوس: "أَجَل، إِنَّنا نَحْيَا في الـجَسَد، ولـكِنَّنا لا نُحَارِبُ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين؛ لأَنَّ أَسْلِحَةَ جِهَادِنا لَيْسَتْ جَسَدِيَّة".
لا يهاجم مار بولس الجسد بحدّ ذاته لأنّه عَلِمَ وعَلَّمَ بأنّ تجسّد المسيح كان المدخل إلى الفداء الّذي تمّم بالموت القيامة. ولكنّه يتوجّه إلى جماعة نشأت في محيطٍ وديانةٍ تعطي الأولويّة للجسد ولتلبية حاجاته ورغباته وشهواته الّتي تنشئ "الأفكار الخاطئة" كمثل أنّ الله يحرمنا من اللذة أو من الفرح... في حين أن إيماننا المسيحي هو بالأساس دعوةٌ إلى الفرح الدائم الغير المرتبط بهذا الظرف أو ذاك وليس إلى الفرح المحصور بلحظات وهنيهات محدودة في الزمان والمكان...
من هنا نفهم عمليّة هدم ما يعيق نموّ الجماعة في المسيح يسوع في سبيل بنيانها كي تكون كلّها للمسيح أوّلًا وقبل كلّ شيء. وأهمّ ما يجب هدمه هو "الحكم على المظاهر" الّذي يولّد الأحكام المسبقة والتمرّد على الكنيسة وسعيها لتحسين جماعة قورنتوس بشخص مار بولس من خلال الرغبة بالعودة إلى الماضي وسلوكيّاته.

من هنا يمكننا أن نطرح الأسئلة التالية:
• ألا نرغب أحيانًا في التخلّي عن قيمنا المسيحيّة في سبيل إشباع حاجاتنا ورغباتنا وشهواتنا؟
• ألا نرغب دائمًا فيما هو مؤقّت ونتناسى ما هو دائم؟ نعمل للقوت الفاني بدل الباقي ونشتهي الفرح الآني غير عابئين بالفرح الآتي والأبديّ؟
• ألا نقوم دائمًا بـِ "الحكم على المظاهر" في علاقتنا مع النّاس والكنيسة وحتّى الله؟ ألا نتأثّر أحيانًا بقشور الروحانيّات ونتناسى جوهر الإيمان؟ 

::: الإنجيل :::

29 في الغَدِ رأَى يُوحَنَّا يَسُوعَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ فَقَال: "هَا هُوَ حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرْفَعُ خَطِيئَةَ العَالَم.
30 هـذَا هُوَ الَّذي قُلْتُ فِيه: يَأْتِي ورَائِي رَجُلٌ قَدْ صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلي.
31 وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنِّي جِئْتُ أُعَمِّدُ بِالـمَاءِ لِكَي يَظْهَرَ هُوَ لإِسْرَائِيل".
32 وشَهِدَ يُوحَنَّا قَائِلاً: "رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً كَحَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاء، ثُمَّ إسْتَقَرَّ عَلَيْه.
33 وأَنَا مَا كُنْتُ أَعْرِفُهُ، لـكِنَّ الَّذي أَرْسَلَنِي أُعَمِّدُ بِالـمَاءِ هُوَ قَالَ لي: مَنْ تَرَى الرُّوحَ يَنْزِلُ ويَسْتَقِرُّ عَلَيْه، هُوَ الَّذي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ القُدُس.
34 وأَنَا رَأَيْتُ وشَهِدْتُ أَنَّ هـذَا هُوَ إبْنُ الله".

 (إنجيل يوحنّا – الفصل 1 – الآيات 29 إلى 34) 

::: تـــأمّل من وحي الإنجيل :::

لقد جمع يوحنّا المعمدان في رسالته على الأرض بُعدين من أبعاد الرسالة يُختصران بكلمة واحدة وهي الشهادة!
الشهادة بالقول وبالفعل هي جزءٌ من دعوة كلّ إنسانٍ مسيحيّ إذ عليه أن يجمع، في حياته، ما بين إيمانه النظريّ والترجمة العمليّة لهذا الإيمان بالأفعال والتصرّفات!
تتطلّب هذه الشهادة الكثير من التضحيات ومن التخلّي عن الأنانيّة في سبيل تحقيق الأفضل!
وقد يصل الأمر إلى حدّ التضحية بالحياة وهنا نتكلّم عن شهادة الدم أي الإستشهاد!
الشهادة عمليًّا أو حتّى بالإستشهاد هما صنفان في الحياة المسيحيّة إن إقتضى ذلك وفاؤنا لمخلّصنا الوحيد، ربّنا يسوع المسيح! 

::: قــراءة آبـائية :::

والصَّغير الّذي لَبِسَ مُعَظِّم الكُل (يسوع) في المِيَاه،
لَئِن كانَ حَقِرًا لَدَى الجُهَلاء، فَهوَ عَظيمٌ لَدَى المَلائِكَة،
لأنَّهُ مُتَوَشِّحٌ بالعَظَمَة.
كَيفَ صَارَ العَظيمُ صَغيرًا بِحُبِّهِ؟
إنَّهُ مُطَارَدٌ لَدَى الكَافِرين، وَمَسْجُوْدٌ لَهُ لَدَى المَلائِكَة.
لَقَدْ صَغُرَ وَعَظَّمَ الصِّغار!
لِيَصْغُرْ مَنْ هُوَ عَظيم، لِيَعْظُمْ بِهِ الصَّغير (يسوع).
وَلِيَتَشَبَّه بِمَنْ هُوَ أَعْظَم منَ الكُلّ، الّذي صَارَ أصغر من الكُلّ.
صَغُرَ وَعَظَّمَ الكُلّ!
إنَّ المُتَوَاضِع الّذي لَبِسَ ذَلِكَ السَّامي في المِيَاه،
عَظيمٌ جِدًّا قَدْرُهُ، وَإنْ كَانَ مَنظَرُهُ حَقيرًا،
فالّذي حَلَّ فيهِ هُوَ أَسْمَى مِنَ الكُلّ!

(قراءة من مار أفرام السرياني- أناشيد الدّنح- النشيد الرّابيع- الأبيات 10-13) 

::: تــــأمّـل روحي :::

ولادة فرح

بالأمس شهد الرعاة والمجوس على ولادة الطفل الإلهي، يسوع، واليوم يشهد يوحنا المعمدان على أن هذا الطفل "هو إبن الله" (يو 9:1)، فما هي الرسالة من حدث معمودية يسوع على يده (يد يوحنا) التي علينا قراءتها بإيمانٍ؟

الكشف: ما أن رأى يسوع مقبلاً إليه هتف يوحنا قائلاً: "ها هو حمل الله... لأنّه كان قبلي"، معلنًا بذلك بدء العهدِ الجديدِ الخلاصيّ المنتَظَر تحقيقًا للوعد ("يرفع خطيئة العالم")، ومثبتًا إيّانا فيه بنزوله في ماء المعموديّة قابلاً بشريّتنا كما هي، بكلّ ضعفها. إغتباط يوحنّا بما قاله في يسوع هو ليفتح بصيرتنا على أنّه أكثر من إنسانٍ، إنّه ذاك الّذي لم يعرفه وهو كائنٌ منذ الأزل، أعظم منه لأنّه كان قبله.

لم يشأ يوحنّا أن يحتفظ بما وهبه الله له من وزناتٍ في الدعوة إلى التوبة ممهّدًا لمجيء المخلّص، بل راح يدعونا للذهاب إلى أبعد من المغارة، بتوجيه نظرنا نحو المستقبل، متأمّلين في سرّ ولادتنا الثانية بالروح القدس للحياة مع الله، فيُلبِسنا الله إبنه المسيح، في عرسٍ روحيٍ بينه وبين الإنسان، حيث فيه يبدأ الحبّ يشقّ طريقة الواعي والمسؤول في أعماقنا حتّى إذا ما واجهتنا الصعاب وأحسسنا بالضعف بقي هو أمينًا على عهده لهذا الحبّ العظيم الأقوى من الموت.

فرح: كم كان فرح هذا النبيّ عظيمًا، لرؤية الروح القدس يستقرّ على يسوع، فيدعونا (ما زالت الدعوة قائمة) للتعرّف على حبّ الله الآب للإنسان وذلك بإعطائه إبنه الوحيد لنا، ويحثنا لنتوب عائدين إلى الحضن الّذي كثيرًا ما نخرج عنه بأعصابٍ باردة وتصرفاتٍ غير مسؤولة، عائدين إلى منزلنا الحقيقي حيث دفئ الرحمة والحنان والسلام تنتشر في أرجائه.

سُكنى: هناك في كنف المغارة عرَفنا شوق الله إلى أن يولد فينا، وفي جرن المعموديّة كشف لنا عن حبّه لا بل عن "شغفه للبقاء ساكنًا فينا لنتذوّق فرح السكنى فيه" الّذي يأخذنا في طريقِ عمرٍ بأكمله كي ندرك ما يُحدثه (الله) فينا، ونعترف به ونستقبل متبصّرين هذه الهبة الثمينة من الله، هناك نزل إلى عمق بشريتنا وتأنّس ليرفعنا في ألوهته.

اليوم هو يوم الحدث: ولادتنا الثانية المتجدّدة يوميًّا من رحم الله، و"من ولادةٍ إلى أخرى- ننمو بالنعمة وبالإيمان نافذتا تواصلنا مع عالمنا- ونتوصّل إلى أن نضع فيه (العالم) طفل الله الّذي هو نحن" (فيلم “DES HOMMES ET DES DIEUX”)، عندها نسمع منه أجمل ما يمكننا سماعه على الإطلاق في كلٍّ منّا "هذا هو إبني الحبيب".

اليوم بتنا ندرك أنّ "فيه وحده اليقين للنظر إلى المستقبل بفرحٍ ولضمان حبٍّ حقيقيٍّ والدائم". (البابا بينيدكتوس السادس عشر)

اليوم وكلّ يوم هو حدث فرحٍ لنا أنّه جعلنا، نحن الّذين نؤمن به، أبناءً له. فلا نفرّطنّ بهذا الإمتياز، نحن الّذين رأيناه في أبراره ورسله وقدّسيه وما زلنا، ولنشهد بأنّه هو إبن الله الحبيب الّذي سُرَّ به.

(بتصرّف) 

::: تـــــأمّـل وصلاة :::

ربّي وإلهي ... ميّزتان تميّزا بهما مار يوحنا المعمدان والقديس بولس الرسول: (1) الثقة الكاملة بما يقولون ويشهدون له و(2) التواضع في الإشارة لمَن على الإنسان أن يتبع ويُطاع حقًّا: الرّب يسوع المسيح الوديع، إبن الله، دون الإشارة والتباهي بأنفسهما. وهاتان الميزاتان ليستا سوى ثمارٍ لإيمانٍ قوي يسنده صداقة قوية حميمة منكَ لكلاهما، فأنتَ هو مَن كان لهما مُعلِّمًا ومرشدًا في كلِّ الأوقات والأفعال فلم يتصرّفا من ذاتهما بل سلّما ذاتهما كالريشة بين يديك لتقودهما كما تشاء محبّةً بالإنسان ليعرفك ويُحبّك ويُحب الإنسان الآخر ويُصبح الجميع أبناءً لك بإيمانهم بالمسيح صارخين إليك بالروح القدس الّذي عمّدهم به: "أبَّا".

ربّي وإلهي ... ما زال الكثيرون لا يُميّزون عمل الروح القدس في الأشخاص الّذين أنعمت عليهم للإدلاء على حبّك العظيم من خلال المسيح فيتجاهلون رسالتهم أو يُقلِّلون من شأنها، وقد يكون ذلك حبًّا بذاتهم أو غيرةً إذ يودّون أن يكونوا هم الأولون في نظر الناس وأن تكون أفكارهم هي الصحيحة دومًا غير مُدركين بأنك تشهد لهؤلاء الأشخاص بشهادةٍ لا يقف أمامها أي عائق.

ربّي وإلهي ... "ثقة وجرأة" و "تواضع ووداعة" ... الإمتلاء من الروح القدس ... ملء القلب من حبّك ... علاقة حميميّة معك ... هو ما يحتاجه كلَّ واحدٍ منَّا ليُبشّر بنعمتك التي برّرتنا: الرّب يسوع المسيح قولاً وفعلاً. هذه الأمور أنا أعلم أنها لا تأتي بيوم وليلة كالسحر بل تولد وتنمو لتصل إلى الكمال، فأنعم علينا بأن نكون مِمَّن يعملون في ملكوتك بكل صدق وأمانة وصبر فأنت هو الأدرى بالوقت الصحيح لذلك وأعضدنا أثناء نمونا بروحك القدّوس ومواهبه، ولك الشكر على الدوام، آمين. 

::: نـوايا وصلاة شكر للـقدّاس :::

نوايا للقدّاس

(سبق نشرها في 2015)

1- (المحتفل) نصلّي من أجلِ الكنيسة والمسؤولين فيها، خاصَّةً مار فرنسيس بابا روما، ومار بشارة بطرس بطرِيَركِنا الأنطاكيّ، ومار بينيدكتوس السادس عشر، البابا الفخريّ، ومار نصرالله أبينا، ومار جورج مُطراننا مع الأساقِفَة والكَهَنَة والمُكَرَّسينَ، كَي يشهدوا دَومًا للحَقِّ الّذي ظهرَ في نهرِ الأردنِّ، بالقَولِ والعَمل، نسألك يا رَب.
2- أعطنا أن نشهدَ لِمسيحيَّتِنا بِكلِّ أمانةٍ وتواضع، فلا نكونَ سبَبَ عَثَرةٍ للآخرين، بل سببَ جَذبٍ نحوَ المسيحِ الكلمة، نسألك يا رب.
3- أعطنا الجُرأةَ فنقولَ الحقَّ من دونِ وقاحةٍ، ونُشيدُ بِفَضلِكَ في كلِّ أعمالِنا النَّاجحة، جاعلاً مِنَّا أبناءً لكَ بالمسيحِ يسوع، وبهِ ومعه ننالُ رِضاكَ، نسألك يا رب.
4- نضع بين يدَيك جميعَ المَرضى والمُتألّمين، الحزانى والأراملَ، مساجينَ السِّجنِ ومساجينَ الإدمان، إمنَحهم قوَّة الشِّفاءِ الرّوحيّ والجسديّ، فيشهدوا لِرَحمتِك في حياتِهم، نسألك يا رب.
5- (المحتفل) نضع بين يدَيكَ جميعَ المُنتَقِلينَ من بَيننا، إستقبِلهُم في حِضنِك الأبويّ، فَيُعايِنوا مجدكَ ويتنعَّموا به، غافِرًا لنا ولهُم الخطايا والزلاّت.

 

صلاة شكر للقدّاس

(سبق نشرها في 2015)

منذ البَدء عرَفتَنا، ورُغمَ ضُعفِنا أحبَبتنا،
لَم تترُكنا للمَوت، بل تجسّدتَ لِخَلاصِنا،
ومنَحتنا سرَّ العِمادِ بالرّوح والماء، لِولادةٍ جديدة،
أخذتَ إنسانيَّتنا وعِشتَها بِمِلئِها،
منَحتَنا ألوهيّتك لِنَسعى إلَيها عبرَ الإتِّحادِ بك ومعك
بتناولِنا جسدَكَ ودمكَ المُقدّسَين
نشكرك، نحمدك، ونعبدكَ مع أبيكَ وروحِك القدّوس إلى الأبد، آمين. 


 

الأيقونة
من محفوظات أبرشيّة قبرص المارونيّة


المقدّمة ، الصلاة، أفكار من الرسالة، أفكار على ضوء الإنجيل والمراجعة العامّة

من إعداد
الخوري نسيم قسطون
nkastoun@idm.net.lb
https://www.facebook.com/pnassim.kastoun

 

قراءة آبائية 
الخوري فؤاد فهد
fouadfahed999@gmail.com
https://www.facebook.com/fouad.fahed.902?fref=ts

 

 

 تأمّل روحي

من إعداد

السيدة جميلة ضاهر موسى
jamileh.daher@hotmail.com

https://www.facebook.com/jamileh.daher?fref=ts

 

 

تأمّل وصلاة  - تدقيق

السيّدة نيران نوئيل إسكندر سلمون
niran_iskandar@hotmail.com 

https://www.facebook.com/nirannoel.iskandarsalmoon?ref=ts&fref=ts

 

نوايا وصلاة شكر للقدّاس
من إعداد
السيدة مادلين ديب سعد

madeleinedib@hotmail.com

https://www.facebook.com/madeleine.d.saad?ref=ts&fref=ts