Email: elie@kobayat.org

back to 

 

رأس السنة 2008

يوم السلام العالمي

 (01/01/2008)
 
صلاة

يا ربّ، نشكرك على نعمة الزمن الّذي تمنحنا إياه لنختبر حبّك لنا في كلّ وجهٍ ومكانٍ ومناسبة.

أعطنا في هذا العيد أن نجعل من حياتنا وعملنا وصلاتنا فعل عبادةٍ وشكرٍ دائمٍ لك فنكون ممن يعيشون وينشرون السلام، فنستحق الطوبى السابعة : "طوبى لفاعلي السلام لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله" (مت 5\9)، آمين.
 

 سؤال لفحص الضمير

هل أدرك حقاً كم أنّ الله كريمٌ معي أنا من يعيش ولادة سنة جديدة بكونه منحني نعمة الحياة حتى هذا اليوم؟ وكيف أردّ إلى الربّ كرمه خلال هذه السنة: بالمحبّة ؟ بالصفح؟ ...

 

الرّسالة

لِذلِكَ تَذَكَّروُا، أَنْتُمُ الوَثَنِيِّينَ في الـجَسَدِ سَابِقًا، أَلـمَدعُوِّينَ أَهْلَ عَدَمِ الـخِتَانَةِ عِنْدَ الـمَدعُوِّينَ أَهْلَ الـخِتَانَة، بفِعْلِ اليَدِ في الـجَسَد، تَذَكَّرُوا أَنَّكُم كُنْتُمْ في ذلِكَ الوَقْتِ بِدُونِ مَسِيح، مُبْعَدِينَ عَنْ رَعِيَّةِ إِسْرَائِيل، وغُرَبَاءَ عنِ عُهُودِ الوَعْد، لا رَجَاءَ لَكُم في العَالَمِ ولا إِلـه؛ أَمَّا الآنَ فَفِي الـمَسِيحِ يَسُوعَ أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُم مِنْ قَبْلُ بَعِيدِين، صِرْتُم بِدَمِ الـمَسِيحِ قَرِيبِين.

فَإِنَّهُ هُوَ سَلامُنَا، هُوَ جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وفي جَسَدِهِ نَقَضَ الـجِدَارَ الفَاصِلَ بَيْنَهُمَا، أَي العَدَاوَة، وأَبْطَلَ شَريعَةَ الوَصَايَا بِمَا فِيهَا مِنْ فَرائِض، لِيَخْلُقَ الاثْنَينِ في شَخْصِهِ إِنْسَانًا وَاحِدًا جَدِيدًا، بإِحْلالِهِ السَّلامَ بَيْنَهُمَا، ويُصَالِحَهُمَا مَعَ الله، كِلَيْهِمَا في جَسَدٍ وَاحِد، بِالصَّليب، قَاتِلاً فيهِ العَدَاوَةَ بَيْنَهُمَا.

فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب.

إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والـمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ  هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة.

فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح.

 (أف 2 : 11 - 22)

 

الإنجيل

أَلسَّلامَ أَسْتَودِعُكُم، سَلامِي أُعْطِيكُم. لا كَمَا يُعْطِيهِ العَالَمُ  أَنَا أُعْطِيكُم. لا يَضْطَرِبْ قَلْبُكُم ولا يَخَفْ! سَمِعْتُم أَنِّي قُلْتُ لَكُم: أَنَا ذَاهِبٌ ثُمَّ آتِي إِلَيْكُم. إِنْ تُحِبُّونِي تَفْرَحُوا بِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلى الآب، لأَنَّ الآبَ أَعْظَمُ مِنِّي.

قُلْتُ لَكُم هـذَا الآنَ قَبْلَ حُدُوثِهِ، حَتَّى إِذَا حَدَثَ تُؤْمِنُون. لَنْ أُحَدِّثَكُم بَعْدُ بِأُمُورٍ كَثيرَة، لأَنَّ سُلْطَانَ هـذَا العَالَمِ يَأْتِي، ولا سُلْطَةَ لَهُ عَلَيَّ، ولـكِنْ، يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ العَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآب، وكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هـكَذَا أَفْعَل. قُومُوا نَذْهَبْ مِنْ هُنَا.

(يو 27:14-31)

 

فهم الإنجيل -عيش الإنجيل

إنّه رأس السنة.

هذا العيد الّذي يتكرّر في كلّ سنة وتتعدّد طرق احتفالاتنا به.

فمنّا من سيقضيه بالأكل والشرب والرقص، أملاً في نسيان آلام السنة الماضية ورجاءً في أيامٍ وأحداثٍ أفضل. ولكنّ هذا النوع ينسى أنّه قد قام بالفعل ذاته في رأس السنة الماضية وقبلها وقبلها و...

ومنّا من سينتظر المنجّمين ليخبروه عن خفايا الغيب وقد فاته أن هؤلاء "كّذابون ولو صدقوا" كما يقول المثل وأنهم من أبناء سلطان هذا العالم (الشيطان) بسوداويّتهم المتجلّية في أنباء الكوارث والآلام والمحن وفي محاولتهم، في كلّ سنة، إعادة إحياء الخطيئة الأصليّة أي محاولة تنصيب نفسهم مكان الله الّذي وحده يعرف "ذلك اليوم وتلك الساعة".

ومنا من سيقضيه في خدمة الآخرين وتأمين راحتهم الأمنية أو الطبيّة ولهؤلاء منا ألف شكرٍ ودعاء!

ومنا من سيقضيه في لحظاتٍ تأمّلٍ وتقييم لما مرّ من عمره من أيام علّه يلج عامه الجديد وقد تعلّم من أخطاء الماضي ما يتيح له الإحساس أو الشعور بنوعٍ من السلام الداخلي الذي يرجو أن ينعكس سلاماً حوله أيضاً.

ومنا ربما من سيقضي هذا العيد باكياً حبيباً أو بطلاً أو شهيداً كان ليكون معنا اليوم لولا تعنّت المتعنّتين وصخب السياسيين وفجور الإرهابيين الّذين أطاحوا بكلّ القيم والمبادئ في سبيل مصالحهم ومنافعهم ومراكزهم.

فلكلّ هؤلاء، في رأس السنة، دعوةٌ للعودة إلى سيّد الزمن وربّ السلام الذّي وحده له الحقّ والسلطة على حياة الإنسان ومصيره.

لنعد إليه فهو من فيه كلّ المحبة والحنان الذّي ما انفك الإنسان يبحث عنها في كلذ مكان ما عدا حيث هي موجودةٌ حقاً: في حضن "الآب السماوي"، "الضابط الكلّ".

فإليه اليوم نرفع صلاتنا لنقول له، كما في الإفخارستيا، "يا حنون، يا رحوم، يا محبّ البشر، إرحمنا"، آمين.   

وكلّ سنة وأنتم بخير!

 

الخوري نسيم قسطون

رأس السنة 2008